بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين و الصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين معلمنا الأول وقدوتنا الأمثل سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد ....أعزائي أولياء الأمور ..... أحبتي الطلبة في رحاب العلم يطيب اللقاء ، و في كل رواق من أروقة تقارب نحاول رسم معالم مستقبل مشرق لناشئتنا ... و نقرّ معكم و نعترف كيف غدا التعليم أولوية من أولويات الحياة المعاصرة, وشكل من أشكال تطورها السريع على كل صعيد، فالعلم ضرورة لدفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية, وهذا مشاهد ملموس لا يحتاج إلى إثبات, فخلال زيارتنا للكثير من دول العالم المتقدم ثبت لدينا أنها دخلت العالمية من بوابة العلم، لذلك لا غرابة أن يولي الإسلام أهمية بالغة للعلم، ولا عجب أن أصبحنا أمة اقرأ ...! والتعليم فرض على المسلمين رجالاً ونساءً قال تعالى في محكم تنزيله:
(( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الألْبَابِ )) {الزمر 9 } ونحن اليوم نمرّ في فترات مفصلية في التاريخ البشري، يصبغها العلم والسرعة والعولمة والتكنولوجيا، و كل ذلك يحتاج أول ما يحتاج إلى بناء طفل بناءً سليماً مدروساً علمياً وعملياً, و توجيه طاقات الشباب، و تفعيل دور الجامعات بالبحوث التطبيقية، والتجارب العملية، و السعي لزيادة خبرات الشباب وتحفيز طاقاتهم الإبداعية، عبر وسائل تعليمية مدروسة، وتأهيل الكوادر التعليمية القادرة على هذا الأمر .. وإيماناً بقيمة العلم والتعليم، سعينا عبر مؤسساتنا التعليمية في تقارب إلى تمثيل هذا الدور، والمبادرة إلى حمل هذه الرسالة، وإشعال جذوة العلم في نفوس طلابنا، وحرصنا أن نكّون البيئة المناسبة لتوفير المعرفة والمهارة والخبرات بأسهل الطرق ، وأكثرها نجاعة وفاعلية ، ويهمنا من خلال مؤسساتنا توجيه نمو الطفل و الشاب الجسدي و العقلي و العاطفي والاجتماعي للتفاعل البنّاء، والإيجابية في التعامل مع العصر وما فيه من مستجدات، ونحث الطلاب على المساهمة في العملية التعليمية بالتفاعل، والعزم والتشجيع، ونعتمد في تحقيق خططنا التربوية على برامج مدروسة ومطورة, ونبتعد قدر الإمكان عن نمطية التعليم والروتين القاتل للطاقات الإنتاجية للمعلم والمتعلم على حد سواء، وقد قمنا بتجهيز مؤسساتنا التربوية بوسائل تعليمية مناسبة، وطرائق حديثة لإيصال المعلومة، وكل ذلك للنهوض بالنشء وبناء الشاب والفتاة القادرين على البناء والنهوض بالمجتمع, واللحاق بركب من سبقونا من الأمم, والله من وراء القصد .
د. عز الدين أبو اربيلة